مجموعة باسم "في غربتي عن دمشق وتَغَرُّبي عنها" - الجزء الأول: أبجديتي 

شادي رزق

24 فبراير  .   1 دقيقة قراءة  .    881

دمشق القديمة - باب شرقي

أنني منكِ...

وأنك كلّي...

يجعلُ الحياةَ قصيدةً

وزنُها فلٌّ

قافيتهُا ليلك

والياسمين بحرُها

عناقيدُه دررٌ

على الأبجديةِ تُعلَّق

لي من حروفِها أربع

"أحبُّكِ"

ودونَ أن تتكلمي اسمع

سِتةٌ من نغماتها أجمع

"أشتاقُكِ"

فهل محاولاتِ الشعرِ تنفع؟

اسمك ثلاثُ نقوشٍ

"شآمٌ"

وشم ٌبالنارِ أطبع

... ... ...

أيها التاريخُ

فيك الحاضرُ والمستقبل

دوّامةٌ في حياةِ الناسِ

تتكررُ وتتكرر...

وقبيلَ شطآننا

أمواجكَ تتكسر

كلمَّا اللحظةُ شارفت

اعتراف تعثَّر

لماذا اخترتنا

من كِّل البشر؟

يا زماناً...

في دائرتهِ قد توقّف

أسيراً لا يتحرك

مصيرنا...

داخل الوقت أن نعشق

ونصيبكَ...

أنَّ وجهَ التاريخِ

بالغرام يتغير

أيها النعف

لك منّا ما لا تتوقع

أنتَ دمِّر

ونحن حبُّ الحياة نزرع

لأنَّ من دمشق...

تعلّمنا ألاَّ نخضع

من يثني شوقنا

وليس لسواها ولله نركع

دم الأطفال...

جحيمكم ناره لا تطفئ

وروح أطفالنا...

نور في عروقنا لا يهدأ

... ... ...

لدمشقَ

وصفٌ يشبه الحسناواتِ

حاجبان معقودان

كالسيوف المعتَّقة

أحدهما عِزٌّ وفخر الثاني

عيناها، جزيرتان

في عاصف البحر هادئتان

في الحزن غارقتان

ولساكنها راحةٌ وجنانِ

ثغرها بركانٌ

ينضح من النارنج حمماً

ومن طيب الكبّاد يسيلان

خدّاها غوطةٌ

سواقيها قُبلٌ وريحانِ

حبيبتي سمراءُ

لفحتها شمس الشرق عروبةً

عليها المجد والحق يضيئانِ

عنقها رايةٌ

النصر والأمل ترفعانِ

وفي النهايةِ

دمشقُ...

لا تشبهين أحداً

ولا أجمل السيداتِ

واللغة والأبجديةُ

تعجز مقصّرتانِ ...

  3
  12
 1
X
يرجى كتابة التعليق قبل الإرسال
Maher
09 مارس
لي من حروفِها أربع "أحبُّكِ" ودونَ أن تتكلمي اسمع سِتةٌ من نغماتها أجمع "أشتاقُكِ" فهل محاولاتِ الشعرِ تنفع؟ ... أعدت هذه الأبيات أربع مرات، فيهن سحر أروعُ
  0
  0
 1